الخميس، 5 أكتوبر 2017

قصيدة المعلم



قَصيدةُ المُعلِم  

قصيدة كتبتها وعنونتها بـــ ( المعلم ) وهي محاورة طريفة بيني وبين أحد الطلاب النجباء ، من البحر الكامل ، أقول فيها :
أستاذنا يا شمعة بسمانا
 
مالي أراك تكابد الأحزانا
  
مال أراك وللكآبةِ حامل
 
وأراك دوماً مُطرقاً حيرانا
  
وأراك منقبضاً وصَدرُك ضيقاً
 
حيناً تَهيمُ وشارداً أحيانا
  
حكموا عليك بان تعيش مذللا
 
بين الجميع معذباً ومهانا
  
ما بال عزمك قد غدا متثاقلاً
 
ولقد عهدتك دائماً طربانا
  
كم قد عهدتك شيخنا متباسقاً
 
كالنخل دوماً مورقاً ريانا
  
وتجول ما بين المقاعد دائماً
 
مثل الطيور ولا تروم مكانا
  
وتبثنا من فيض علمك ثروة
 
علمية فتنور الأذهانا
  
مازلت اذكر شدو صوتك عندما
 
تتلو النصوص فتسكب الألحانا
  
ومنحتنا من بحر علمك نفحة
 
تركت فراغ عقولنا ملآنا
  
لولاك يا أستاذ من قد صاننا
 
وإلى العلوم النافعات دعانا
  
فأجبته والقلب مغتبطا بما
 
قد قاله مستبشراً فرحانا
  
أنا يا طليب العلم .لست كما ترى
 
أنا لست ممتهنا ولست مهانا
  
ما كنت يوماً للكآبة حاملُ
 
ما كنت يوماً مطرقا حيرانا
  
أنا قوة الإيمان بين جوانحي
 
وبها أقوم العدل والميزانا
  
أنا صانع الأجيال باني مجدهم
 
قاموه حقاً أحسنوا البنيانا
  
لكنني وحسرتاه رأيت من
 
أهلي أموراً توجب الأحزانا
  
هجروا العلوم سعوا لنيل دراهم
 
راموا الجهالة أعلنوا العصيانا
  
نصبوا على الطرقات أبناء لهم
 
من جهلهم ليتاجروا الدخانا
  
دفعوا إلى الأسواق أكباداً لهم
 
لتناول الأرباح و الأثمانا
  
صارت مدارسنا تنوح وتشتكي
 
من ظلم جيل قوّض البنيانا
  
جعل المعلم ينثني عن عزمه
 
ليكون ما بين الورى عريانا
  
ويسير ما بين الجموع بطلعة
 
ليست لها بين الجميع مكانا
  
إيه فتاي. لقد فتحت دفاتراً
 
مازلت تذكر تلكم الأزمانا
  
مازلت تذكر يوم نمت بفصلنا
 
والنوم داعب جفنك الوسنانا
  
حتى طلبتك ضارباً ومؤنبا
 
تمدد يديك تكسر الأجفانا
  
لا تشتكي ألماً ولا تأبه بما
 
لاقيته مستبشراً جذلانا
  
حتى نجحت وربّ فرحة ناجح
 
قد جئتني لتقدم القربانا
  
ودعوتني وخصصتني بوليمة
 
وجعلت لي فوق النجوم مكانا
  
وأنا ظننتك قد نسيت عقوبتي
 
تلك التي جعلتك أنبه شانا
  
وظننتها مَّرت مرور سحابة
 
وظننت لم تحسب لها ميزانا
  
والآن شيخك يا فتاي مضيفكَ
 
قم خذ عصا واقتص منه الآنا
  
وقف الفتى بين الجميع وقال لي
 
قولاً تضمن حكمة وبيانا
  
حاشاك أستاذي فإنك قدوتي
 
قد كنت دوماً رحمةً وحنانا
  
من نبع علمك نهرنا متدفق
 
من فيض جودك بحرنا ملآنا
  

كان المعلمُ يا فتاي مبجلاً
 
في قومه أبداً وليس مهانا
  

حتى إذا رام الولوج لجمعهم
 
ليبثهم مما لديه بيانا
  

وقفوا له فرحاً وقالوا كلهم
 
أهلاً حللت وجئت يا مولانا
  

يا صانع الأجيال كن متفائلاً
 
فشموع علمك عمت الأكوانا
  

لا تكترث بحديثهم ودسيسهم
 
وأصرخ وقل من علمّ الإنسانا
  

واترك نعيقاً لا يثير مواجعاً
 
وأغمض عيوناً وأصمم الآذانا
  

واعدد لأيام الزمان طلائعاً
 
واشحذ سيوفاً تنصر الإيمانا
  

من طور العقل الصغير بحكمةٍ
 
ورعاية قد أتقنت ميزانا
  

سرّ في طريق الحق سيرة واثق ٍ
 
إني عهدتك دائماً صّوانا
  

هل ينكرون نبينا وهو الذي
 
فاق الجميع دراية وبيانا
  

هل ينكرون محمداً وهو الذي
 
قد حطم الأصنام والأوثانا
  

هل ينكرون المصطفى وهو الذي
 
أحيا العقول وأيقظ الوجدانا
  

هل ينكرون المصطفى وهو الذي
 
صنع الرجال وعمّر البنيانا
  

هل ينكرون المصطفى وهو الذي
 
بطهارة قد علّم الإنسانا
  

وصل المدينة فاتحا ومهاجرا
 
فأزاح عنها الجور والطغيانا
  

وأزاح عنها الجهل رغم تعّنت
 
وازاح عنها الظلم و البهتانا
  

مازلت أذكر ذلك الشيخ الذي
 
بشجاعة  قد دوّخ الطليانا
  

دخل المعارك قائداً ومدافعاً
 
عن أرضه ويعلم الصبيانا
  

روما بقوتها وقض قضيضها
 
خافته وهو يدرس القرآنا
  

روما بقوتها .وقض قضيضها
 
هابتهُ وهو ينور الأذهانا
  

يا أيها الجيل العظيم أسامعٌ
 
لا ترتضي دون النجوم مكانا
  

فمدارس لك في البلاد كثيرة
 
جعلت من القول الرفيع بيانا
  

لك في كتاب الله أعظم قدوة
 
يهدي السبيل وينقذ الحيرانا
  

ويكن تقديراً كبيراً للذي
 
يهدي العقول ويرشد الأذهانا
  

إني أرى الأيام مشرقة بكم
 
والعلم سوف يشعشع الأكوانا
  

وأرى مع الأجيال بسمة عالمٍ
 
قد عانقت جيلاً غدا فرحانا
  

ولسوف تصبح ليبيا بشبابها
 
شمس العلوم تنور الأوطانا
  

ولسوف تصبح ليبيا برجالها
 
بدراً له بين البدور مكانا
  

وتكون تحت الشمس أفضل أمة
 
وتكون فوق الأرض أعظم شانا
  



شعر : سالم مولود سالم أبوقبة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق