قَصيدةُ المُعلِم
قصيدة كتبتها وعنونتها بـــ
( المعلم ) وهي محاورة طريفة بيني وبين أحد الطلاب النجباء ، من البحر الكامل
، أقول فيها :
أستاذنا يا شمعة
بسمانا
|
مالي أراك تكابد الأحزانا
|
|
مال أراك وللكآبةِ
حامل
|
وأراك دوماً مُطرقاً حيرانا
|
|
وأراك منقبضاً
وصَدرُك ضيقاً
|
حيناً تَهيمُ وشارداً أحيانا
|
|
حكموا عليك بان تعيش
مذللا
|
بين الجميع معذباً ومهانا
|
|
ما بال عزمك قد غدا
متثاقلاً
|
ولقد عهدتك دائماً طربانا
|
|
كم قد عهدتك شيخنا
متباسقاً
|
كالنخل دوماً مورقاً ريانا
|
|
وتجول ما بين المقاعد
دائماً
|
مثل الطيور ولا تروم مكانا
|
|
وتبثنا من فيض علمك
ثروة
|
علمية فتنور الأذهانا
|
|
مازلت اذكر شدو صوتك
عندما
|
تتلو النصوص فتسكب الألحانا
|
|
ومنحتنا من بحر علمك
نفحة
|
تركت فراغ عقولنا ملآنا
|
|
لولاك يا أستاذ من قد
صاننا
|
وإلى العلوم النافعات دعانا
|
|
فأجبته والقلب مغتبطا
بما
|
قد قاله مستبشراً فرحانا
|
|
أنا يا طليب العلم
.لست كما ترى
|
أنا لست ممتهنا ولست مهانا
|
|
ما كنت يوماً للكآبة
حاملُ
|
ما كنت يوماً مطرقا حيرانا
|
|
أنا قوة الإيمان بين
جوانحي
|
وبها أقوم العدل والميزانا
|
|
أنا صانع الأجيال
باني مجدهم
|
قاموه حقاً أحسنوا البنيانا
|
|
لكنني وحسرتاه رأيت
من
|
أهلي أموراً توجب الأحزانا
|
|
هجروا العلوم سعوا
لنيل دراهم
|
راموا الجهالة أعلنوا العصيانا
|
|
نصبوا على الطرقات
أبناء لهم
|
من جهلهم ليتاجروا الدخانا
|
|
دفعوا إلى الأسواق
أكباداً لهم
|
لتناول الأرباح و الأثمانا
|
|
صارت مدارسنا تنوح
وتشتكي
|
من ظلم جيل قوّض البنيانا
|
|
جعل المعلم ينثني عن
عزمه
|
ليكون ما بين الورى عريانا
|
|
ويسير ما بين الجموع
بطلعة
|
ليست لها بين الجميع مكانا
|
|
إيه فتاي. لقد فتحت
دفاتراً
|
مازلت تذكر تلكم الأزمانا
|
|
مازلت تذكر يوم نمت
بفصلنا
|
والنوم داعب جفنك الوسنانا
|
|
حتى طلبتك ضارباً
ومؤنبا
|
تمدد يديك تكسر الأجفانا
|
|
لا تشتكي ألماً ولا
تأبه بما
|
لاقيته مستبشراً جذلانا
|
|
حتى نجحت وربّ فرحة
ناجح
|
قد جئتني لتقدم القربانا
|
|
ودعوتني وخصصتني
بوليمة
|
وجعلت لي فوق النجوم مكانا
|
|
وأنا ظننتك قد نسيت
عقوبتي
|
تلك التي جعلتك أنبه شانا
|
|
وظننتها مَّرت مرور
سحابة
|
وظننت لم تحسب لها ميزانا
|
|
والآن شيخك يا فتاي
مضيفكَ
|
قم خذ عصا واقتص منه الآنا
|
|
وقف الفتى بين الجميع
وقال لي
|
قولاً تضمن حكمة وبيانا
|
|
حاشاك أستاذي فإنك
قدوتي
|
قد كنت دوماً رحمةً وحنانا
|
|
من نبع علمك نهرنا
متدفق
|
من فيض جودك بحرنا ملآنا
|
|
كان المعلمُ يا فتاي
مبجلاً
|
في قومه أبداً وليس مهانا
|
|
حتى إذا رام الولوج
لجمعهم
|
ليبثهم مما لديه بيانا
|
|
وقفوا له فرحاً
وقالوا كلهم
|
أهلاً حللت وجئت يا مولانا
|
|
يا صانع الأجيال كن
متفائلاً
|
فشموع علمك عمت الأكوانا
|
|
لا تكترث بحديثهم
ودسيسهم
|
وأصرخ وقل من علمّ الإنسانا
|
|
واترك نعيقاً لا يثير
مواجعاً
|
وأغمض عيوناً وأصمم الآذانا
|
|
واعدد لأيام الزمان
طلائعاً
|
واشحذ سيوفاً تنصر الإيمانا
|
|
من طور العقل الصغير
بحكمةٍ
|
ورعاية قد أتقنت ميزانا
|
|
سرّ في طريق الحق
سيرة واثق ٍ
|
إني عهدتك دائماً صّوانا
|
|
هل ينكرون نبينا وهو
الذي
|
فاق الجميع دراية وبيانا
|
|
هل ينكرون محمداً وهو
الذي
|
قد حطم الأصنام والأوثانا
|
|
هل ينكرون المصطفى
وهو الذي
|
أحيا العقول وأيقظ الوجدانا
|
|
هل ينكرون المصطفى
وهو الذي
|
صنع الرجال وعمّر البنيانا
|
|
هل ينكرون المصطفى
وهو الذي
|
بطهارة قد علّم الإنسانا
|
|
وصل المدينة فاتحا
ومهاجرا
|
فأزاح عنها الجور والطغيانا
|
|
وأزاح عنها الجهل رغم
تعّنت
|
وازاح عنها الظلم و البهتانا
|
|
مازلت أذكر ذلك الشيخ
الذي
|
بشجاعة
قد دوّخ الطليانا
|
|
دخل المعارك قائداً
ومدافعاً
|
عن أرضه ويعلم الصبيانا
|
|
روما بقوتها وقض
قضيضها
|
خافته وهو يدرس القرآنا
|
|
روما بقوتها .وقض
قضيضها
|
هابتهُ وهو ينور الأذهانا
|
|
يا أيها الجيل العظيم
أسامعٌ
|
لا ترتضي دون النجوم مكانا
|
|
فمدارس لك في البلاد
كثيرة
|
جعلت من القول الرفيع بيانا
|
|
لك في كتاب الله أعظم
قدوة
|
يهدي السبيل وينقذ الحيرانا
|
|
ويكن تقديراً كبيراً
للذي
|
يهدي العقول ويرشد الأذهانا
|
|
إني أرى الأيام مشرقة
بكم
|
والعلم سوف يشعشع الأكوانا
|
|
وأرى مع الأجيال بسمة
عالمٍ
|
قد عانقت جيلاً غدا فرحانا
|
|
ولسوف تصبح ليبيا
بشبابها
|
شمس العلوم تنور الأوطانا
|
|
ولسوف تصبح ليبيا
برجالها
|
بدراً له بين البدور مكانا
|
|
وتكون تحت الشمس أفضل
أمة
|
وتكون فوق الأرض أعظم شانا
|
|
شعر : سالم
مولود سالم أبوقبة ..