الأربعاء، 14 مارس 2018



لكل عاشق لتلك الربوة التي تشرف على مدينة العزيزية العريقة ، ولكل محب صادق إلى أرض ورشفانة العطاء والنماء أهدي هذه المحاولة الشعرية التي أتمنى أن تنال رضاكم واستحسانكم
قَصيدة كِدوةُ الروادِ
من البحر الكامل
نصبوا الخيام على ضفاف الوادي *** حيث الخيامُ تَغص بالروادِ
نزلوا بِوادي الهَيرةِ الخَصب الذي *** حَضنَ الجَميعَ حواضِرٌ وبَوادي
يا كِدوةَ الشُرفاءِ جئتك فاسمعي *** ما شِئتِ مِن شِعري ومِن إنشادي
لَكِ في دَمي حقِّ الوفاءِ وإنه *** باقٍ على الحَدثان والآبادِ
لَكِ في شَرايينِ الفؤادِ ودَفقها *** حُبٌّ تَغلغلَ في صَميمِ فؤادي
أنا إن صَفوتُ فتِلك غايةُ مَقصِدي *** وإذا رَضيتُ فَذاكَ كل مُرادي
الله أكبرُ والورَاشِفُ كُلها *** نَفرت من الأغوار والأنجَاد
يتسَابقون إلى الجِهادِ وكُلُهم *** يَبغي الشَهادةَ في سَبيل بلادي
سَلْ عَنهم الطُليان لما أن أتى *** للحَربِ يخلطُ عِدةً بِعتادِ
سلْ عَنهم الأعداءَ لما أن بدت *** أسرابهُم في الأرض مثل جرادِ
سَلْ عنهمُ التاريخَ كم قد قاوموا *** من غاصبٍ متغطرسٍ متمادي
فمشوا لِهدمِ البَغي مِشيةَ واثِقٍ *** والنَصرُ يَسعى نَحوهم ويُنادي
إني أنا النَصرُ والمؤزرُ فَلتكُن *** أبطَالكم للِظُلمِ بالمِرصادِ
للهِ أيامٌ مَضت في حقِّهم *** كأنت تُعد لَهم مِن الأعيادِ
هذا رَويسُ رَحيلهم نَزلوا بِه *** وهنَاكَ بيرُ اللالةِ المُعتاد
تَبدو مَعالِمهُ كأطلال بَدت *** يَرنو لها السَاقي مِن الأبعاد
لا طَيبَ يَعدلُ طَيبَ حُلو مياههِ *** ماءٌ زُلالٌ مُتعةٌ للصَادي
يأيها البير المُضن بمائه *** فيكَ التقى الآباءُ بالأحفادِ
جَدَّي الذي بالجود يملاءُ بيته *** هو دائماً في حالةِ استعدادِ
قَد كَان حَارس خير وِرشفانةٍ *** في عُقلةٍ حُفرت لِحفظِ الزَادِ
قَمحٌ شَعيرٌ قد تَكاثرَ جَمعهُ *** مِن جَمعهم للخَير يومَ حَصاد
أما القُدورُ فلا تُفارقُ ناره *** كرم الرجال وعِفةُ الزُهَّاد
مُدت طِباقُ الجَودِ تَحمِلُ وسطَها *** البَازينُ نِعم الأكلِ للأسيادِ
وعلى المفاصِلِ قد تَقَّطعَ لَحمهُ *** لضيوفهِ بشهادة الأشهاد
حَضروا وقد فَتحوا المطَاميرَ التي *** طَمروا بها بالأمسِ خَيرَ حَصادِ
يا كِدوةَ الشُرفاءِ جئتك ذاكراً *** لِفضائلٍ ومَكارِمٍ وأيادي
فعلى ذراك يقيم شيخ صالح *** شَهدت كَرامتهُ بِقهرِ العادي
هو سيدي رَمضان نَجل الشارفِ *** هو صاحب الأذكار والأوراد
له مِن كتابِ الله خير مناهجٍ *** وبها يَسير بموكب الزهاد
ظَهرت كَرامته عَشية مَوته *** فسما بِروضته عن الأحقاد
يا أرضَ أجدادي وموطنَ إخوتي *** يا موئل الآباءِ والأحفادِ
لي في لقاكِ اليوم يا نبعَ الصفا *** شَرفٌ بَلغتُ بِه أجل مُرادي
قد قُلتُ فيك بما يجول بخاطري *** وذكرت عندك ما يريح فؤادي
أدعوك ربي في ختام قصيدتي *** أمناً وخيراً في عُمومِ بلادي
وتعيذها من غادر أو ماكر *** وتعيذها من سطوة الأوغاد
وتعيذها من كل شر قادم *** وتعيذها من نظرة الحساد
ما فاض من ماء العيون جداولاً *** جرياً وجاد الغيثُ بطنَ الوادي
أو لاَح فجرٌ بعد ليلٍ دامسٍ *** وتغنتِ الورقا على الأعوادِ
ودمتم في أمن وأمان بعون الرحمن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق