لكل عاشق لتلك الربوة التي تشرف على
مدينة العزيزية العريقة ، ولكل محب صادق إلى أرض ورشفانة العطاء والنماء أهدي هذه
المحاولة الشعرية التي أتمنى أن تنال رضاكم واستحسانكم
قَصيدة
كِدوةُ الروادِ
من البحر الكامل
نصبوا الخيام على ضفاف الوادي ***
حيث الخيامُ تَغص بالروادِ
نزلوا بِوادي الهَيرةِ الخَصب الذي
*** حَضنَ الجَميعَ حواضِرٌ وبَوادي
يا كِدوةَ الشُرفاءِ جئتك فاسمعي
*** ما شِئتِ مِن شِعري ومِن إنشادي
لَكِ في دَمي حقِّ الوفاءِ وإنه ***
باقٍ على الحَدثان والآبادِ
لَكِ في شَرايينِ الفؤادِ ودَفقها
*** حُبٌّ تَغلغلَ في صَميمِ فؤادي
أنا إن صَفوتُ فتِلك غايةُ مَقصِدي
*** وإذا رَضيتُ فَذاكَ كل مُرادي
الله أكبرُ والورَاشِفُ كُلها ***
نَفرت من الأغوار والأنجَاد
يتسَابقون إلى الجِهادِ وكُلُهم ***
يَبغي الشَهادةَ في سَبيل بلادي
سَلْ عَنهم الطُليان لما أن أتى ***
للحَربِ يخلطُ عِدةً بِعتادِ
سلْ عَنهم الأعداءَ لما أن بدت ***
أسرابهُم في الأرض مثل جرادِ
سَلْ عنهمُ التاريخَ كم قد قاوموا
*** من غاصبٍ متغطرسٍ متمادي
فمشوا لِهدمِ البَغي مِشيةَ واثِقٍ
*** والنَصرُ يَسعى نَحوهم ويُنادي
إني أنا النَصرُ والمؤزرُ فَلتكُن
*** أبطَالكم للِظُلمِ بالمِرصادِ
للهِ أيامٌ مَضت في حقِّهم *** كأنت
تُعد لَهم مِن الأعيادِ
هذا رَويسُ رَحيلهم نَزلوا بِه ***
وهنَاكَ بيرُ اللالةِ المُعتاد
تَبدو مَعالِمهُ كأطلال بَدت ***
يَرنو لها السَاقي مِن الأبعاد
لا طَيبَ يَعدلُ طَيبَ حُلو مياههِ
*** ماءٌ زُلالٌ مُتعةٌ للصَادي
يأيها البير المُضن بمائه *** فيكَ
التقى الآباءُ بالأحفادِ
جَدَّي الذي بالجود يملاءُ بيته ***
هو دائماً في حالةِ استعدادِ
قَد كَان حَارس خير وِرشفانةٍ ***
في عُقلةٍ حُفرت لِحفظِ الزَادِ
قَمحٌ شَعيرٌ قد تَكاثرَ جَمعهُ ***
مِن جَمعهم للخَير يومَ حَصاد
أما القُدورُ فلا تُفارقُ ناره ***
كرم الرجال وعِفةُ الزُهَّاد
مُدت طِباقُ الجَودِ تَحمِلُ وسطَها
*** البَازينُ نِعم الأكلِ للأسيادِ
وعلى المفاصِلِ قد تَقَّطعَ لَحمهُ
*** لضيوفهِ بشهادة الأشهاد
حَضروا وقد فَتحوا المطَاميرَ التي
*** طَمروا بها بالأمسِ خَيرَ حَصادِ
يا كِدوةَ الشُرفاءِ جئتك ذاكراً
*** لِفضائلٍ ومَكارِمٍ وأيادي
فعلى ذراك يقيم شيخ صالح *** شَهدت
كَرامتهُ بِقهرِ العادي
هو سيدي رَمضان نَجل الشارفِ *** هو
صاحب الأذكار والأوراد
له مِن كتابِ الله خير مناهجٍ ***
وبها يَسير بموكب الزهاد
ظَهرت كَرامته عَشية مَوته *** فسما
بِروضته عن الأحقاد
يا أرضَ أجدادي وموطنَ إخوتي *** يا
موئل الآباءِ والأحفادِ
لي في لقاكِ اليوم يا نبعَ الصفا
*** شَرفٌ بَلغتُ بِه أجل مُرادي
قد قُلتُ فيك بما يجول بخاطري ***
وذكرت عندك ما يريح فؤادي
أدعوك ربي في ختام قصيدتي *** أمناً
وخيراً في عُمومِ بلادي
وتعيذها من غادر أو ماكر ***
وتعيذها من سطوة الأوغاد
وتعيذها من كل شر قادم *** وتعيذها
من نظرة الحساد
ما فاض من ماء العيون جداولاً ***
جرياً وجاد الغيثُ بطنَ الوادي
أو لاَح فجرٌ بعد ليلٍ دامسٍ ***
وتغنتِ الورقا على الأعوادِ
ودمتم في أمن وأمان بعون الرحمن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق