الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

ثقافة البازين ( الشاعر الدكتور علي البهلول )



نختم الليلة بعون الله رحلتنا مع ( حضارة البازين والتراث المتجدد ) بقصيدة للدكتور الشاعر علي البهلول فقد استضافه صالون الأندلس الثقافي ، فأتحفه بقصيدة عن البازين يقول فيها  :
...................... *** ببازين تأنقَ مِن شَعيرِ
فقالوا كُن لِقصَعتهِ مَهيباً *** وشَاكلَ حَجمهُ سَنَمَ البَعيرِ
وصَاغتهُ أياديٍ صَالِحاتٍ *** بِها القُرآنُ يُحفظُ في الصُدورِ
فأجرت مَغرفاً بِقليلِ تِبرٍ *** كَما تَجري اليَراعُ على السُطورِ
فكانَ طَعامُهُ أدواءَ سُقمٍ *** ونَوراً مُشرقاً مِن بَعدِ نَورِ
أتَت بِجزيرةِ الدورانِ شَكلاً *** مٌجَسمةً على نَهرٍ خَطيرِ
فَشمرنا الثَيابَ لِخوضِ يَمٍ *** وجَهزنا الحَوافرَ للحَفيرِ
وحَيتانٍ تَزاحمَ في إدامٍ *** ومَلمسِها كَمِلحفةِ الحَريرِ
إذا ما ذُقتها أبصَرتَ عَفناً *** وأنواراً وأضواءً بُحورِ
ولَيموناً يٍيلُ له لُعابٌ *** مِن الأذقانِ فَاضَ على النُحورِ
وفُلفُلةً كأن الجَمرَ فيها *** يُذكرُ غافِلاً لَهبَ السَعيرِ
لَدى سَملاتِها عَرقٌ وآهٌ *** تَقمص هَولها هَول النُسورِ
وقَد حَميَ الوَطيسُ ولا صَليلٌ *** سِوى عَركِ الأناملِ والثُغورِ
وبَطيخٌ كأن الشَهدَ فِيهِ *** فَحلقَ بالمشَاعرِ والشُعورِ
إمامُ النَاسِ عاجَلهُ انتِفاخٌ *** وكانَ شَرابهُ كشرابِ زيرِ
فبَاتَ الزيرُ أسرفَ في الخُمورِ *** وهذا الشَيخُ أسرفَ في العَصيرِ
فأخرها صَلاةَ العَصرِ فينا *** مِن الإتخامِ للوقتِ الضَروري
أُصبتُ بِتخمةٍ فَحسبتُ أني *** سأُلقى جُثةً بين القُبورِ
حُسينٌ في فِعالكَ كلَ حَسمٍ *** تَركتَ بِحكمة شَبح الشُرورِ
جُديرٌ قَد تَعاظم في سَماءٍ *** تُغذيهِ المَكارِمُ مِن جُذورِ
وما مَدحي لهُ سَلفاً لأحظى *** بِما تُلقيهِ أقدامَ الأميرِ
تَصدقَ بِالوِدادِ عَزيزَ فَدرٍ *** ومَس الضُرِ أعطَافَ الغَريرِ
وآمنا بِبازينٍ بِحوتٍ *** وزادٍ وافرٍ خَيرَ البُحورِ
رجائي أن يَكون زَعيمَ قَومٍ *** لهُ البازينُ يُطبخُ في القُدورِ
وعُضواً فاعِلاً في البرلمانِ *** لِترفسَ رَفسةً بَينَ الحُضورِ
وهَل رَفساتُ أهلُ الأمرِ فَينا *** ......................
ملاحظة : قمت بتسجيل هذه القصيدة أثناء انعقاد جلسات صالون الأندلس الثقافي ، وقد اعترى هذه القصيدة بعض النقص أثناء التسجيل ، لذلك ألتمس العذر من أخي الدكتور الشاعر علي البهلول على هذا ، وأطالبه بالتصحيح . وطيب الله ليلتكم  .

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

ثقافة البازين ( الشاعر إبراهيم باكير يمتدح البازين )

في بدايات القرن الماضي لمع نجم الشاعر الكبير إبراهيم باكير ( 1856 م ــــ 1943 م ) وقد جسد لنا الكثير من الأشياء التراثية الليبية والتي من بينها ( البازين ) حيث امتدحه شاعرنا الكبير بقصيدة يقول فيها  :
خير الموائد عندنا البازين *** واللحم حوله ناضج وسمين
ويكون قبعة بداخل قصعة *** وتكون عود أصله زيتون
من حوله باطاطة مطبوخة *** وكذاك بيض كي يكون ثخين
وإدامه لابد إن يك خاثراً *** عدس وفول حلبة وفنون
ومن الضروري أن يكون بجنبه *** صحن به ليمونة وقرون
واعلم بأن هناك آداب لها *** أصل وتاريخ له تدوين
فاقطع بكفك قطعة من أصله *** ثم ادلكنها جيداً لتلين
حتى إذا ما أشبعت مرقاً فكل *** بالخمس من يمناك فهي تعين
هذا هو الأكل اللذيذ وإنه *** ذو لذة للآكلين تبين
من بعده كاسات شاي أخضر *** باللوز طعم طيب وبنين
وهناك من ينهيه بعد بهينة *** برقيلة صوت لها ورنين
رحم الله الشاعر إبراهيم باكير وكل شعراء ليبيا الذين جسدوا تاريخ ليبيا شعراً تتألق حروفه من نور يشع ضياءً وبهاءً ، ودمتم سالمين  .

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

قصتي مع البازين ( التراث المتجدد )



هذه الأبيات رد من شاعرنا الكبير نوري المودي معلقاً على قصيدتي ( التراث المتجدد ) حيث قال :
ماذا ترفس يا مسكين *** في تمجيدك للبازين
أحضارة شعبي يا سالم *** تكمن في مرق وعجين
وكأن صناعته ضرب *** من صنع القوم العالين
أعقل يا سالم بالله *** أين العلم وأين الدين
اكتفيت بقراءة القصيدة أمام القليل من الأصدقاء والزملاء الذين طالبوني بالرد العاجل على قصيدة الشاعر نوري المودي ، وأمام إصرارهم بالردّ على نقد قصيدة ( البازين ) ، قمت بالردّ على أستاذنا الشاعر قائلاً :
عذراً أستاذي لك إني *** لأظنك في الشعر رزين
وعهدتك أيضاً شاعرنا *** بالقول المبتذل ضنين
لم أعهد بحياتي رجلاً *** من شعراءِ مرموقين
يجعل بقصيدته رفساً *** وهو من القوم الراقين
ينتقد طعاماً معروفاً *** مشهورا لليبيين
ويرى من يتقن صنعته *** ليس من القوم العالين
يأمرني الشاعر أن أعقل *** يستحلفني ألف يمين
يسلبني علمي والأدهى *** من ذلك يسلبني الدين
أسألك بربك شاعرنا *** وأجبني من غير ظغين
هل ذقت طعاماً بحياتك *** أشهى من مرق وعجين
ورأيت طعاما ًيتسامى *** كقباب قصور البازين
أكرم بحضارة أجداد *** دامت ذخراً للباقين
وأنعم برجال مازالت *** للعيش تقيم موازين
وأكتب أشعاراً بتراث *** يحفظ عهداً للبازين
  هذا وقد التقيت بالشاعر الكبير الأستاذ نوري المودي أمام الباب الرئيسي لجامعة الزاوية وأخبرني بوصول الرد على نقده للقصيدة ، وأخبرته بإنه نقد من باب المداعبة الشعرية لا أكثر ، فبارك الله في شاعرنا وأطال الله في عمره لطاعة الله ومحبة رسوله الكريم ( وهذه قصتي مع تراث البازين ) فمتعكم الله بالبازين في أفراحكم وأتراحكم ، ودمتم سالمين غانمين . 

الأحد، 8 أكتوبر 2017

قصيدة التراث المتجدد ( البازين )



قصيدة التراث المتجدد : إلى كلِ من يعشقُ التراثَ ، ويتذوقُ البازينَ  .
فن وتراث يسعدنا *** عطر وعبير رياحين
وتراث الأمم يحدثنا *** عن أجيال قبل قرون
رسمت بالفكر حضارتها *** نهضت بتراث وفنون
والبازين حضارة شعب *** وتراث من طول سنين
فليعذرني الناس إذا ما *** قلت قصيداً في البازين
فالبازين يعد طعاما *** وسلاحاً لليبيين
قد كان رفيق معاركهم *** ضد غزاة فاشيين
صنعوا نصرا بصداقته *** وجدوه لهم خير معين
صنعته طبخته فتاة *** بشذاها مثل النسرين
بالعفة قد وصفت وكذا *** بالعقل الراجح واللين
تأتي إليه وتحركه *** ما بين البرهة والحين
وبلمحة برق تتقنه *** كي يصبح زهوا للعين
بإدام المرق تسانده *** يخلط بعصير الليمون
بصحون العود تقدمه *** وغطاء الطبق المفتون
وبحد يمين تقطعه *** بنظام مثل السكين
ومع البطاطس تثرده *** كي يصبح مثل الفلين
بالكف برفق تلقمه *** بفم الولهان وباللين
يا من بالعيش تفاخرتم *** العيش طعام المسكين
العيش طعام عمالقة *** ما خافوا حرب مجانين
ادعوا ربي أن يحفظكم *** درعا وعماداً للدين
ادعوا ربي أن يحرسكم *** ويقيكم شر شياطين
انتشرت قصيدة ( البازين ) بين الزملاء في القسم ، وتناولوها بالشرح والتحليل والنقد ، حتى وصلت إلى يد الأستاذ الشاعر نوري المودي ــــ أمده الله بموفور الصحة والسعادة ــــ فرد عليها منتقداً لأكلة البازين ، وقد وصلني الرّد الذي يقول فيه شاعرنا المودي معلقاً على قصيدتي ( انتظروا رد الأستاذ الشاعر نوري المودي وردي على أبياته الشعرية في ليلة الغد إن كان في العمر بقية ) أسعد الله أيامكم  .

ثقافة البازين



     ونحن طلبة بجامعة الزاوية ( قسم الدراسات العليا ) بمرحلة الماجستير ، كان يحاضرنا الدكتور الشاعر العراقي مجيد عبد الحميد ناجي ، وهو شاعر كبير من النجف في مادة ( كتاب قديم ــــ وكان الكتاب المقرر منهاج البلغاء وسراج الأدباء ) لحازم القرطاجني ، وهو كتاب معقد غاية التعقيد حاكى به مؤلفه القرطاجني كتاب الشعر لأرسطو ، فكان الدكتور ــــ وكلما شعر بضيقنا وضجرنا من المادة ــــ يلتمس لنا قليلاً من الطرائف الشعرية والنثرية ، ومنها قصيدة له في البازين قالها بمناسبة عودة الدكتور بلقاسم اخماج رئيس قسم الدراسات العليا في تلك الفترة ( وهو شاعر كبير أيضاً ) قالها عند عودته من الحج ، وذلك عندما رأى الدكتور مجيد قِصاع البازين والكُسكسي توضع أمام الوافدين ، فقال :
وجاءت وفودُ الضاد تَركُضُ للحَجِّي
 
كما تركضُ الباصاتُ في شَارع القُرجي
  
أتينا إليه مسرعين وكلنا
 
عيونٌ وقد فكَ الرِباطَ عنِ الخُرجِ
  
أتينا بِشعرٍ ليس يَبلُغُ شأوهُ
 
جَريرٌ ولا يَسمو بِغايتِهِ العُرجي
  
ومَدَّ قِصَاعاَ قد تَضوع رِيحها
 
تضَوعُ ريحُ الغيدِ في سَاحةِ المَرجِ
  
ومِن بينها كأن البازينُ كأنه
 
قِبابٌ تَسامت فوق سَاريةِ البُرجِ
  
فأسرعَ قَومي نَحوها بإكفهم
 
فما بين دَعصٍ للبازينةِ أو طَعج
  
وقال الدكتور الشاعر معقباً بعد إلقائه القصيدة بأنه محب لتلك الأكلة الليبية العريقة ومعجب بها ، وألقى باللوم على طلاب الدراسات العليا والباحثين الاجتماعيين لعدم البحث والدراسة في تلك الأكلة التراثية وعدم تحرك مشاعر الشعراء ناحيتها بالقول المنظوم ، فوقفت مسأذناً لإلقاء قصيدة كانت مصادفة بحوزتي تفند دعواه ، عنونتها بالتراث المتجدد أقول فيها : إلى كلِ من يعشقُ التراثَ ، ويتذوقُ البازينَ ( انتظروها قريباً جداً ) .

الجمعة، 6 أكتوبر 2017

قصيدة بعنوان ( إقرأ ) في يوم المعلم

بمناسبة ( يوم المعلم ) إليكم قصيدتي بعنوان ( إقرأ )
من البحر الكامل
هبط الأمين على الأمين محمد *** يعطيه من فيض الإله الرازق
اقرأ وربك أكرمٌ نادى بها *** ملكُ السماء لمحو جهل عالقِ
عم البرية كلها حتى غدا *** عصر الجهالة عصر كل عوائق
اقرأ وربك يا لها من آية *** وقف الطغاة لها وقوف الباسق
اقرأ وربك أكرم قد علم *** الإنسان بالقلم الرفيع الناطق
من رام جهلاً في الحياة بذلة *** سيعيش فيها كالغراب الناعق
أو ليس علمُ الله بحراً زاخراً *** فلتصنعوا للبحر كل زوارق
يا معشر العلماء يا نبع الصفا *** نرنوا لكم بشبابنا المتباسق
أرض الشهامة ليبيا من ذا الذي *** يرضى لها جهلاً وخفض بيارق
أرض الكرامة ليبيا هي أرضكم *** هي ذروة المجد الكريم الشاهق
كونوا لها خَلفاً عظيماً إنكم *** أحفادُ أبطالَ الجهاد الصادق
دحروا الغزاةَ بقوة وعزيمة *** ما هالهم هولٌ ورمىَ صواعق
جيلٌ إذا ناديتهم لعظيمة *** مدوا إلى العلياء كل مرافق
قد علموا الطليانَ درساً قاسياً *** لما سعى لبلادنا بفيالق
ليعيث فيها بالفساد وغيره *** من زرعِ الغام وحفرِ خنادق
والنفي والتشريد والتجويع بل *** والقتلِ ديدنهم بنصب مشانق
عمرُ الذي خاض المعارك ثائراً *** نحو المشانق مد خطوةَ واثق
يا أخوتي وأنا الذي لا يرتضي *** للعلم نيلاً من سفيه مارق
فتحصنوا بالعلم خير تحصُنٍ *** ينقذكم من بحر جهلً غارق
وتدافعوا نحو العلوم بقوة *** تجدوا النعيم بها يفوق الفائق
وتمسكوا بكتابِكم فهو الذي *** ينجيكم من شر يومٍ حارقِ
وكل عام وجميع المعلمين بخير وصحة وسعادة وهناء ، ومزيداً من العطاء خدمة للوطن وأبناء الوطن ، ودمتم طيبين .

الخميس، 5 أكتوبر 2017

قصيدة المعلم



قَصيدةُ المُعلِم  

قصيدة كتبتها وعنونتها بـــ ( المعلم ) وهي محاورة طريفة بيني وبين أحد الطلاب النجباء ، من البحر الكامل ، أقول فيها :
أستاذنا يا شمعة بسمانا
 
مالي أراك تكابد الأحزانا
  
مال أراك وللكآبةِ حامل
 
وأراك دوماً مُطرقاً حيرانا
  
وأراك منقبضاً وصَدرُك ضيقاً
 
حيناً تَهيمُ وشارداً أحيانا
  
حكموا عليك بان تعيش مذللا
 
بين الجميع معذباً ومهانا
  
ما بال عزمك قد غدا متثاقلاً
 
ولقد عهدتك دائماً طربانا
  
كم قد عهدتك شيخنا متباسقاً
 
كالنخل دوماً مورقاً ريانا
  
وتجول ما بين المقاعد دائماً
 
مثل الطيور ولا تروم مكانا
  
وتبثنا من فيض علمك ثروة
 
علمية فتنور الأذهانا
  
مازلت اذكر شدو صوتك عندما
 
تتلو النصوص فتسكب الألحانا
  
ومنحتنا من بحر علمك نفحة
 
تركت فراغ عقولنا ملآنا
  
لولاك يا أستاذ من قد صاننا
 
وإلى العلوم النافعات دعانا
  
فأجبته والقلب مغتبطا بما
 
قد قاله مستبشراً فرحانا
  
أنا يا طليب العلم .لست كما ترى
 
أنا لست ممتهنا ولست مهانا
  
ما كنت يوماً للكآبة حاملُ
 
ما كنت يوماً مطرقا حيرانا
  
أنا قوة الإيمان بين جوانحي
 
وبها أقوم العدل والميزانا
  
أنا صانع الأجيال باني مجدهم
 
قاموه حقاً أحسنوا البنيانا
  
لكنني وحسرتاه رأيت من
 
أهلي أموراً توجب الأحزانا
  
هجروا العلوم سعوا لنيل دراهم
 
راموا الجهالة أعلنوا العصيانا
  
نصبوا على الطرقات أبناء لهم
 
من جهلهم ليتاجروا الدخانا
  
دفعوا إلى الأسواق أكباداً لهم
 
لتناول الأرباح و الأثمانا
  
صارت مدارسنا تنوح وتشتكي
 
من ظلم جيل قوّض البنيانا
  
جعل المعلم ينثني عن عزمه
 
ليكون ما بين الورى عريانا
  
ويسير ما بين الجموع بطلعة
 
ليست لها بين الجميع مكانا
  
إيه فتاي. لقد فتحت دفاتراً
 
مازلت تذكر تلكم الأزمانا
  
مازلت تذكر يوم نمت بفصلنا
 
والنوم داعب جفنك الوسنانا
  
حتى طلبتك ضارباً ومؤنبا
 
تمدد يديك تكسر الأجفانا
  
لا تشتكي ألماً ولا تأبه بما
 
لاقيته مستبشراً جذلانا
  
حتى نجحت وربّ فرحة ناجح
 
قد جئتني لتقدم القربانا
  
ودعوتني وخصصتني بوليمة
 
وجعلت لي فوق النجوم مكانا
  
وأنا ظننتك قد نسيت عقوبتي
 
تلك التي جعلتك أنبه شانا
  
وظننتها مَّرت مرور سحابة
 
وظننت لم تحسب لها ميزانا
  
والآن شيخك يا فتاي مضيفكَ
 
قم خذ عصا واقتص منه الآنا
  
وقف الفتى بين الجميع وقال لي
 
قولاً تضمن حكمة وبيانا
  
حاشاك أستاذي فإنك قدوتي
 
قد كنت دوماً رحمةً وحنانا
  
من نبع علمك نهرنا متدفق
 
من فيض جودك بحرنا ملآنا
  

كان المعلمُ يا فتاي مبجلاً
 
في قومه أبداً وليس مهانا
  

حتى إذا رام الولوج لجمعهم
 
ليبثهم مما لديه بيانا
  

وقفوا له فرحاً وقالوا كلهم
 
أهلاً حللت وجئت يا مولانا
  

يا صانع الأجيال كن متفائلاً
 
فشموع علمك عمت الأكوانا
  

لا تكترث بحديثهم ودسيسهم
 
وأصرخ وقل من علمّ الإنسانا
  

واترك نعيقاً لا يثير مواجعاً
 
وأغمض عيوناً وأصمم الآذانا
  

واعدد لأيام الزمان طلائعاً
 
واشحذ سيوفاً تنصر الإيمانا
  

من طور العقل الصغير بحكمةٍ
 
ورعاية قد أتقنت ميزانا
  

سرّ في طريق الحق سيرة واثق ٍ
 
إني عهدتك دائماً صّوانا
  

هل ينكرون نبينا وهو الذي
 
فاق الجميع دراية وبيانا
  

هل ينكرون محمداً وهو الذي
 
قد حطم الأصنام والأوثانا
  

هل ينكرون المصطفى وهو الذي
 
أحيا العقول وأيقظ الوجدانا
  

هل ينكرون المصطفى وهو الذي
 
صنع الرجال وعمّر البنيانا
  

هل ينكرون المصطفى وهو الذي
 
بطهارة قد علّم الإنسانا
  

وصل المدينة فاتحا ومهاجرا
 
فأزاح عنها الجور والطغيانا
  

وأزاح عنها الجهل رغم تعّنت
 
وازاح عنها الظلم و البهتانا
  

مازلت أذكر ذلك الشيخ الذي
 
بشجاعة  قد دوّخ الطليانا
  

دخل المعارك قائداً ومدافعاً
 
عن أرضه ويعلم الصبيانا
  

روما بقوتها وقض قضيضها
 
خافته وهو يدرس القرآنا
  

روما بقوتها .وقض قضيضها
 
هابتهُ وهو ينور الأذهانا
  

يا أيها الجيل العظيم أسامعٌ
 
لا ترتضي دون النجوم مكانا
  

فمدارس لك في البلاد كثيرة
 
جعلت من القول الرفيع بيانا
  

لك في كتاب الله أعظم قدوة
 
يهدي السبيل وينقذ الحيرانا
  

ويكن تقديراً كبيراً للذي
 
يهدي العقول ويرشد الأذهانا
  

إني أرى الأيام مشرقة بكم
 
والعلم سوف يشعشع الأكوانا
  

وأرى مع الأجيال بسمة عالمٍ
 
قد عانقت جيلاً غدا فرحانا
  

ولسوف تصبح ليبيا بشبابها
 
شمس العلوم تنور الأوطانا
  

ولسوف تصبح ليبيا برجالها
 
بدراً له بين البدور مكانا
  

وتكون تحت الشمس أفضل أمة
 
وتكون فوق الأرض أعظم شانا
  



شعر : سالم مولود سالم أبوقبة ..